الظهور المتعاقب للكائنات الحية والأزمنة الجيولوجية :
مقدمة
ان المستحاثية تبين الزمن النسبي لظهور الكائنات الحية واختفائها ونسبة هذا الزمن ومدته وبناء على الحوادث الجيولوجية الكبرى التي مست مناطق واسعة من سطح الأرض كتشكل الجبال وهيمنة نوع صخري معين وظهور كائنات واختفاء أخرى عبر تاريخ الأرض .
وفي هذا البحث سنعرض ما يلي:
- تقسيمات الزمن الجيولوجي (السلم الستراتيغرافي) .
- تعاقب الكائنات الحية عبر الأزمنة الجيولوجية .
1- تقسيمات الزمن الجيولوجي أو السلم الستراتيغرافي
*السلم الستراتيغرافي:
سجل تاريخ الكرة الأرضية مجموعة من الظواهر والأزمات تمثلت في فترات انقراضية تليها أخرى تجديدية للعالم النباتي والحيواني .مما مكن العلماء الجيولوجيين من ترتيب التشكيلات الرسوبية وفصلها بانقطاعات واستنتاج سلم زمني جيولوجي يعرف بالسلم الستراتيغرافي والذي يحمل أحقاب وأنظمة وطوابق جيولوجية وبيولوجية كما هو مبين .
*يعتمد في وضع السلم على تتالي الطبقات و الأحداث الجيولوجية و البيولوجية وفي تأريخ الأرض لدينا تزمينين هما التزمين المطلق والنسبي:
*التزمين المطلق يعتمد على عمر الصخور و المعادن بالنظائر المشعة و يبدأ منذ4.5 مليار سنة.
*التزمين النسبي يتم اعتمادا على المستحثات المرشدة منذ الباليوزي) بداية ظهور المستحاثات( .
الكرة الأرضية مرت بأزمات عديدة تمثلت في انقراض مجموعات كائنات حية و تبعت بتجديد العالم الحي
تتالي الأزمات سمح ترتيب التشكيلات الرسوبية و فصلها بانقطاعا ت و استنتاج سلم زمني .
*تقسيمات السلم الستراتيغرافي:
يمكن تقسيم الزمن الجيولوجى إلى دهور وتقسم الدهور إلى حقب و تقسم الحقب عصور وكل عصر من هذه العصور له أحداثه المميزة له وإحيائه الخاصة به
يقسم الزمن الجيولوجى على كوكب الأرض بثلاثة دهور رئيسية:
* دهر اللا حياة.
* دهر الحياة الخفية.
* دهر الحياة الظاهرة.
و يقسم دهر الحياة الظاهرة إلى أربع حقب رئيسية:
1- ما قبل الكمبرى من 3200 - 600مليون سنة.:
و هو عصر الحياة الظاهرة في صورتها البدائية الأولى حيث ظهرت به الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر و اندمجت هذه الأشكالالميكروسكوبية مكونة طحالب و أصداف و محار. و من هنا كانت البداية لنشوء الحياة فوقالأرض.
2- حقبة الباليوزى من 600 – 248 مليون سنة:
و يتميز بستة عصور و هي:
أ – الكمبرى : يتميز باللافقاريات البحرية وأيضا ظهر فيه بعض الأسماك الفقارية
ب- الاودوفينى : يتميز بالنباتات الأولية والشعاب المرجانية و الأشجار الأكلة اللحوم
ج – السيلورى : و فيه بداية ظهور الحيوانات على اليابسة كالعقارب و العناكب
د – الديفونى : اسماك برمائيات ذات الرئات والخياشيم
هـ - الكربوني : بداية ظهور الزواحف و ظهور 200 نوع من القروش وكانت حشرة اليعسوب عملاقة وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها مترا . وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له 3عيون وكانت العين الثالثة فوق قمة الرأس وتظل مفتوحة للحراسة
و – البرمى : و فيه زادت أعداد الفقاريات و الزواحف و انقراض معظم الأحياء السابقة
3- حقبة الميزوزيني من 248 – 65 مليون سنة :
و تنقسم إلى 3 عصور:
أ – الترياسى : ظهور الديناصور الأول والثدييات وانتهى هذا العصر بحدوث انقراض ل 35 % من الأحياء الموجودة مما مكنالديناصورات أن تسود العالم
ب – الجو راسي : (عصر الديناصورات) ظهور الحيوانات ذات الدم الحار و بعض الثدييات و بداية ظهور الزواحف و الطيور العملاقة بالبر والبحر
ج- العصر الطباشيري : وفيه تم انقراض الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض 100 مليون سنة. وزادت فيه أنواع وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كما ظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح وشهد هذا العصر نشاط الإزاحات لقشرة الأرض وأنشطة بركانية. وفيه وقع انقراض أودي بحياة الديناصورات منذ 65مليون سنة. وقضي علي 50% منأنواع اللا فقاريات البحرية.
4- حقبة السينوزوي من 65مليون سنة و حتى وقتنا هذا وتضم فترتين هما الزمن الثلاثي ويضم خمسة عصور والزمن الرباعي ويضم عصرين.
أ – الثلاثي:
1- البليوسينى : وفيه ظهرت الثدييات الكبيرة الكيسية المشيمة و الرئيسيات الأولية و الخيول الصغيرةالحجم ذات حوافر بثلاث أصابع
2- الايوسينى : القوارض و الحيتان
3- الاليجوسينى : ظهور ثدييات جديدة كالخنازير البرية و القطط و الخرتيت
4 - الميوسينى : ظهور ثدييات كالكلاب و الدببة و القرود و الحصان و الطيور
5- البيلوسينى : ظهور الإنسان الأول البدائي و الحيتان كما هي لدينا.
ب – الرباعي:
1-البليستوسينى : وفيه العصر الجليدي حيث انقرضت الثدييات الفقارية و ظهر بهذا العصر الإنسان العاقل الصانع للأدوات و حيوانات الماموث والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيوف
2- الهولوسينى : آخر العصور الجيولوجية و قد بلغ فيه الإنسان أعلى مراتبه و معظم الكائنات الحية كما ظهرت في هذا العصر وحتى وقتنا هذا على نفس الشكل.
ملاحظة:
ينقسم السلم الستراتيغرافي إلى:
الحقب: يتميز بصفات طبقية معينة بحيث يبدأ بسطح عدم التوافق في الأسفل وينتهي بسطح عدم التوافق في الأعلى . ويحدد بخصائص مستحاثية : ظهور واختفاء مجموعات مستحاثية .
يبين هذا الجدول التالي المستحاثات للأحقاب.
الحقب حقب الحياة الحديثة السينوزوي حقب الحياة المتوسطة الميزوزي حقب الحياة القديمة الباليوزي
الحياة
حياة مزدهرة حياة متطورة حياة بدائية
المستحاثات المميزة
النوميليت الامونيت ثلاثي الفصوص
حقبة الحياة الأولية
هي حقبة من تاريخ الأرض التي وجدت فيها الكائنات غير الحقيقية النواة كالبكتيريا والطحالب ووحيدات الخلية .
اتخذ ظهور أولى الكائنات الحية المتعددة الخلايا الغرابتوليت والتريلوبيت كعلامة لنهاية هذه الحقبة ويضاف إلى ذلك ظاهرة نهاية تشكل السلاسل الجبلية الهورونية .
حقبة الحياة القديمة :حددت بدايتها بأولى المستحاثات لكائنات متعدد الخلايا وجميعها من اللافقاريات مثل الغرابتوليت كما يشهد على بدايتها تشكل سلاسل الجبلية الكاليدونية.
تميزت نهاية هذه الحقبة بأضخم وواسع انقراض عرفته الأرض حيث مس ذلك أكثر من 90% من العائلات البحرية و75 %من العائلات البرية ومن العلامات التي اتخذت لتحديد نهاية حقبة الحياة القديمة هو نهاية تشكل السلاسل الجبلية الهر سينية.
حقبة الحياة المتوسطة :
حددت بدايتها بنهاية الحقبة السابقة وظهور الديناصورات كالترباس والثدييات .وحددت نهايتها باختفاء عدد كبير من مجموعة الكائنات الحية خاصة الروديست الامونيت والزواحف الضخمة والديناصورات ...ا.لخ.
حقبة الحياة الحديثة : حددت نهايتها بظهور النوميليت واتخذ تشكل السلسلة الجبلية الألبية كعلامة على نهايتها .
تحديد الأنظمة :
شهدت الحقبة فترات زمنية حصل فيها ظهور أو انقراض أنواع قليلة من الكائنات و حدوث ظواهر جيولوجية محدودة النطاق و بناء على كل ذلك قسمت الحقب إلى عدد من الأنظمة ) كمبري . برمي.كريتاسي .......(..
نلاحظ من الجدول الستراتيغرافي أن الأنظمة تحدد من نوع الرسوبيات المتتالية بحيث تحدد طغيانا أو انحصارا بحريا .
يطلق على الأنظمة اسم المنطقة التي اتخذت نموذجا أو اسم تشكيلة صخرية خاصة أو اسم مستحاثة مميزة مثلا :
-الكمبرى : نسبة إلى مقاطعة كمبريا في انجلترا
- الأردوفيسي : نسبة لشعوب الاردفيس في انجلترا
- الديفوني : نسبة إلى مقاطعة ديفون بانجلترا
- الكربوني : نسبة إلى كثرة الرسوبيات الكربونية
-البرمى : نسبة إلى مقاطعة بارم
-الترياسي : نسبة إلى ثلاث طبقات صخرية مميزة في الحوض الجرماني
-الجوراسي : نسبة إلى جبال الجوار بفرنسا .
-السيلوري : نسبة إلى مقاطعة سيلو بانجلترا
-الكريتاسي : نسبة لكثرة الرسوبيات الطباشيرية .
تحديد الطوابق:
بناء على قرائن مستحاثية وبتروغرافية قسمت الأنظمة إلى طوابق فقد يتميز الطابق بوجود عدة طبقات صخرية تحتوي على مجموعة من المستحاثات المرشدة تبين ظهور أو انقراض بعض الأنواع .
تحديد النطق :
النطاق هو اصغر وحدة في التزمين الجيولوجي وتتمثل في مجموعة من الطبقات التي تحتوي على نفس المستحاثة المرشدة .يطلق على النطاق اسم المستحاثة المميزة له .النطاق مرغاريتانوس Magaritatus
من الطابق دومي ري الأسفل Domérien. . وهو نطاق يحتوي امونيت من نوع Margaritatus Amaltheus
3/ الظهور المتعاقب الكائنات الحية عبر الأزمنة الحية :
ملاحظة: لقد استعملنا في هذا الموضوع عبارة تعاقب الكائنات الحية بدلا من تطورها لأن هذه الفكرة الأخيرة ماهي إلا تفسير خاطئ وخبيث لتشابه بعض الكائنات الحية وهو طرح غير علمي يستند إلى مجرد تلفيق لبعض الأفكار الخيالية . قصد ضرب العقيدة الإسلامية واستعمله أعداء الإسلام في التشكيك في قدرة الخالق عز وجل .
* الكائنات الحية و حقب الحياة:
حقبة الحياة القديمة
عندما نتفحص الطبقات الرسوبية للكمبري نستخلص أن عددا كبيرا من الكائنات مثل تريلوبيت والحلزونات الاسفنجايات وديدان الأرض قناديل البحر ولافقاريات أخرى معقدة التركيب ظهرت فجأة حتى وصفها العلماء بالانفجار الكمبرى .اغلب أشكال الحياة وجدت في هذه الطبقات لها أنظمة معقدة مثل العين والأذن وبنيات مماثلة للحالية .كل هذه الكائنات المعقدة التركيب ظهرت فجأة ودون مرحلة انتقالية بينها وبين ما كان قبلها من كائنات .
-كما ظهرت أيضا خلال حقبة الحياة القديمة أنواع من الفقاريات الأسماك والضفادع والزواحف أما الطيور والثدييات فلا نجد لها اثر لها بين صخور هذه الحقبة.
-أما بالنسبة للنباتات فلم تكن غير الطحالب الزرق في بداية هذا الحقبة ثم لم تلبث أن ظهرت طحالب بحرية .
-أما النباتات الأرضية فلم تظهر إلا منتصف هذه الحقبة وكانت شبيهة بطحالب اليوم ولكن الحدث المهم هو ظهور غابات الكربوني وهي غابات تدل عليها المستحاثات النباتية الغزيرة الموجودة في صخور الكربوني والتي تدل على أن مناطق كثيرة من نصف الكرة الأرضية الشمالي كانت مغطاة بغابات واسعة يستدل منها على مناخ حار ورطب كالذي نعرفه في خط الاستواء وكانت أشهر الأنواع النباتية في هذه الغابات أنواع السيجيلاريا واللبيدودندرون كما كانت السرخس مزدهرة كما تتميز هذه الحقب ببدء ظهور النباتات عرينات البذور .
حقبة الحياة المتوسطة
تتميز أراضي هذه الحقبة بوجود مستحاثة الامونيت وغير ذلك من المستحاثات المجهرية كما تتميز أراضيه بكثرة المستحاثات مما يدل على انتشار الحياة فيها انتشارا واسعا ولا سيما في البحار وبالعكس انقرضت الأسماك المدرعة كما انقرضت والتريلوبيت أما النباتات فقد ازدهرت منها النباتات عرينات البذور على حين انقرضت تلك النباتات التي لها شكل أوراق السرخس .
كما انقرضت غابات الكربوني وظهرت في أواخر هذه الحقبة النباتات المغلقة البذور ولعل أهم شيء يلفت الانتباه في هذه الحقبة هو كثرة الارصف المرجانية التي تدل على مناخ حار وانتشار الأسماك العظيمة والضفادع الحالية وظهور الزواحف العملاقة والطيور والثدييات .
حقبة الحياة الحديثة
لا نشاهد في أراضي هذه الحقبة أي اثر لديناصور أو امونيت بل نشاهد اثر لكائنات مألوفة منذ الحقب الأولى كشائكات الجلد والرخويات ...
إلا أن ما يلفت الانتباه كثرة الفورامينير وظهور النوميليت في بداية هذه الحقبة وازدهار الحشرات والطيور والنباتات المغلقة البذور التي كانت جميعها تشبه حشرات وطيور ونباتات أفريقيا اليوم مما يدل على مناخ حار شمل بداية هذه الحقبة بشكل عام ومنطقة البحر المتوسط بشكل خاض إما الحدث المهم فهو انتشار الثدييات وقد ظهرت القردة منذ مطلع هذه الحقبة على حين أن الثدييات اللاحمة لم تظهر إلا في النصف الثاني من هذه الحقبة .
*تعاقب الامونيتات
أن رفضنا لفكرة تطور الكائنات لا يمنعنا من استعمال تشابه الكائنات في تصنيفها لأقسام وأنواع وسلالات واستخدام ذلك في تقسيم الزمن الجيولوجي وتحديد العمر النسبي للطبقات الصخرية . في هذا الإطار العلمي السليم نستعرض تشابه بعض الكائنات الحية واستعمال ذلك لتحديد العمر النسبي للطبقات الصخرية.
- وجدت في بعض الطبقات الصخرية مستحاثات مختلفة في شكل وحجم وتزينات قواقعها وقصد معرفة الترتيب الزمني لتعاقب مختلف الامونيتات استعان الباحثون بقانون تعاقب الطبقات الرسوبية الذي ينص على أن الطبقات الرسوبية تترتب من الأسفل إلى الأعلى حسب القدم قانون التراكب ثم استعملت هذه المعطيات في تحديد عمر الطبقة الصخرية المنعزلة .درس العلماء أكثر من 1800نوع من الامونيت ويعتمد في تصنيف الامونيتات على القرائن التالية :
-شكل القوقعة –شكل الدروز –وجود تزينات –وجود خندق جانبي .
*الامونيت مجموعة من رأسيات الأرجل، تعد أشهر رأسيات الأرجلالمستحاثية،
*تعيش في قوقعة و يمكن أن يتجاوز قطرها المتر الواحد،
*منها أشكالملفوفة و أخرى منبسطة، و هي كلها بحرية.
إن تعاقب مستحاثات لأنواع مختلفة من الأمونيت في طبقة صخرية لا يزيد سمكها عن المتر الواحد أي في زمن قصير جدا من تاريخ الأرض و بالتالي يمكن تقسيم هذه الفترة الوجيزة إلى فترات زمنية أقصر قد لا تتجاوز بضعة مئات الآلاف من السنين فالتقسيم الزمني لهذه الطبقة يكون أكثر دقة لأن كل نوع من مستحاثات الأمونيت يمثل فترة زمنية وجيزة جدا بالإضافة إلى ذلك أثبتت البحوث أن الأمونيتات متواجدة في أغلب مناطق العالم. مثلا استعملت الأمونيتات في تقسيم العصر التواريسي (-20 مليون سنة) toarcien الر عشرين مستوى أي إلى فترات زمنية لا تتجاوز 200000 سنة وكل مستوى يتميز بأمونيت معين .لا توجد أي طريقة أخرى تمكن من هذا التدقيق في تقسيم الزمن الجيولوجي.
إن أنواع التريلوبيت و الأموليت كثيرة و عاش أغلبها فترات قصيرة جدا و في كثير من الأحيان تتقاطع الفترات الزمنية لتواجد بعض الأنواع .يمكن استغلال هاتين الخاصيتين لتقسيم الزمن الجيولوجي إلى فترات قصيرة جدا وبالتالي التعرف على العمر الدقيق لطبقة صخرية بناء على محتواها المستحاثي فقط.
إن التعاقب الزمني لسلالات مختلفة تنتمي لنوعين من الأمونيتات هما أورتيلدايت orthildaites و هيلدوسيراس hildoceras .
الخلاصة:إن التنوع الكبير للأمونيتات أو أي كائنات أخرى مثل التريلوبيت و الفورامينيفر....و تعاقبها السريع عبر الأزمنة الجيولوجية جعل منها مستحاثات مرشدة جيدة و أداة لتقسيم الزمن الجيولوجي على فترات قصيرة جدا .
مقدمة
ان المستحاثية تبين الزمن النسبي لظهور الكائنات الحية واختفائها ونسبة هذا الزمن ومدته وبناء على الحوادث الجيولوجية الكبرى التي مست مناطق واسعة من سطح الأرض كتشكل الجبال وهيمنة نوع صخري معين وظهور كائنات واختفاء أخرى عبر تاريخ الأرض .
وفي هذا البحث سنعرض ما يلي:
- تقسيمات الزمن الجيولوجي (السلم الستراتيغرافي) .
- تعاقب الكائنات الحية عبر الأزمنة الجيولوجية .
1- تقسيمات الزمن الجيولوجي أو السلم الستراتيغرافي
*السلم الستراتيغرافي:
سجل تاريخ الكرة الأرضية مجموعة من الظواهر والأزمات تمثلت في فترات انقراضية تليها أخرى تجديدية للعالم النباتي والحيواني .مما مكن العلماء الجيولوجيين من ترتيب التشكيلات الرسوبية وفصلها بانقطاعات واستنتاج سلم زمني جيولوجي يعرف بالسلم الستراتيغرافي والذي يحمل أحقاب وأنظمة وطوابق جيولوجية وبيولوجية كما هو مبين .
*يعتمد في وضع السلم على تتالي الطبقات و الأحداث الجيولوجية و البيولوجية وفي تأريخ الأرض لدينا تزمينين هما التزمين المطلق والنسبي:
*التزمين المطلق يعتمد على عمر الصخور و المعادن بالنظائر المشعة و يبدأ منذ4.5 مليار سنة.
*التزمين النسبي يتم اعتمادا على المستحثات المرشدة منذ الباليوزي) بداية ظهور المستحاثات( .
الكرة الأرضية مرت بأزمات عديدة تمثلت في انقراض مجموعات كائنات حية و تبعت بتجديد العالم الحي
تتالي الأزمات سمح ترتيب التشكيلات الرسوبية و فصلها بانقطاعا ت و استنتاج سلم زمني .
*تقسيمات السلم الستراتيغرافي:
يمكن تقسيم الزمن الجيولوجى إلى دهور وتقسم الدهور إلى حقب و تقسم الحقب عصور وكل عصر من هذه العصور له أحداثه المميزة له وإحيائه الخاصة به
يقسم الزمن الجيولوجى على كوكب الأرض بثلاثة دهور رئيسية:
* دهر اللا حياة.
* دهر الحياة الخفية.
* دهر الحياة الظاهرة.
و يقسم دهر الحياة الظاهرة إلى أربع حقب رئيسية:
1- ما قبل الكمبرى من 3200 - 600مليون سنة.:
و هو عصر الحياة الظاهرة في صورتها البدائية الأولى حيث ظهرت به الطحالب والفطريات البدائية والرخويات بالبحر و اندمجت هذه الأشكالالميكروسكوبية مكونة طحالب و أصداف و محار. و من هنا كانت البداية لنشوء الحياة فوقالأرض.
2- حقبة الباليوزى من 600 – 248 مليون سنة:
و يتميز بستة عصور و هي:
أ – الكمبرى : يتميز باللافقاريات البحرية وأيضا ظهر فيه بعض الأسماك الفقارية
ب- الاودوفينى : يتميز بالنباتات الأولية والشعاب المرجانية و الأشجار الأكلة اللحوم
ج – السيلورى : و فيه بداية ظهور الحيوانات على اليابسة كالعقارب و العناكب
د – الديفونى : اسماك برمائيات ذات الرئات والخياشيم
هـ - الكربوني : بداية ظهور الزواحف و ظهور 200 نوع من القروش وكانت حشرة اليعسوب عملاقة وكان لها أربعة أجنحة طول كل منها مترا . وكانت الضفادع في حجم العجل وبعضها له 3عيون وكانت العين الثالثة فوق قمة الرأس وتظل مفتوحة للحراسة
و – البرمى : و فيه زادت أعداد الفقاريات و الزواحف و انقراض معظم الأحياء السابقة
3- حقبة الميزوزيني من 248 – 65 مليون سنة :
و تنقسم إلى 3 عصور:
أ – الترياسى : ظهور الديناصور الأول والثدييات وانتهى هذا العصر بحدوث انقراض ل 35 % من الأحياء الموجودة مما مكنالديناصورات أن تسود العالم
ب – الجو راسي : (عصر الديناصورات) ظهور الحيوانات ذات الدم الحار و بعض الثدييات و بداية ظهور الزواحف و الطيور العملاقة بالبر والبحر
ج- العصر الطباشيري : وفيه تم انقراض الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض 100 مليون سنة. وزادت فيه أنواع وأعداد الثدييات الصغيرة البدائية كما ظهرت الديناصورات ذات الريش والتماسيح وشهد هذا العصر نشاط الإزاحات لقشرة الأرض وأنشطة بركانية. وفيه وقع انقراض أودي بحياة الديناصورات منذ 65مليون سنة. وقضي علي 50% منأنواع اللا فقاريات البحرية.
4- حقبة السينوزوي من 65مليون سنة و حتى وقتنا هذا وتضم فترتين هما الزمن الثلاثي ويضم خمسة عصور والزمن الرباعي ويضم عصرين.
أ – الثلاثي:
1- البليوسينى : وفيه ظهرت الثدييات الكبيرة الكيسية المشيمة و الرئيسيات الأولية و الخيول الصغيرةالحجم ذات حوافر بثلاث أصابع
2- الايوسينى : القوارض و الحيتان
3- الاليجوسينى : ظهور ثدييات جديدة كالخنازير البرية و القطط و الخرتيت
4 - الميوسينى : ظهور ثدييات كالكلاب و الدببة و القرود و الحصان و الطيور
5- البيلوسينى : ظهور الإنسان الأول البدائي و الحيتان كما هي لدينا.
ب – الرباعي:
1-البليستوسينى : وفيه العصر الجليدي حيث انقرضت الثدييات الفقارية و ظهر بهذا العصر الإنسان العاقل الصانع للأدوات و حيوانات الماموث والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيوف
2- الهولوسينى : آخر العصور الجيولوجية و قد بلغ فيه الإنسان أعلى مراتبه و معظم الكائنات الحية كما ظهرت في هذا العصر وحتى وقتنا هذا على نفس الشكل.
ملاحظة:
ينقسم السلم الستراتيغرافي إلى:
الحقب: يتميز بصفات طبقية معينة بحيث يبدأ بسطح عدم التوافق في الأسفل وينتهي بسطح عدم التوافق في الأعلى . ويحدد بخصائص مستحاثية : ظهور واختفاء مجموعات مستحاثية .
يبين هذا الجدول التالي المستحاثات للأحقاب.
الحقب حقب الحياة الحديثة السينوزوي حقب الحياة المتوسطة الميزوزي حقب الحياة القديمة الباليوزي
الحياة
حياة مزدهرة حياة متطورة حياة بدائية
المستحاثات المميزة
النوميليت الامونيت ثلاثي الفصوص
حقبة الحياة الأولية
هي حقبة من تاريخ الأرض التي وجدت فيها الكائنات غير الحقيقية النواة كالبكتيريا والطحالب ووحيدات الخلية .
اتخذ ظهور أولى الكائنات الحية المتعددة الخلايا الغرابتوليت والتريلوبيت كعلامة لنهاية هذه الحقبة ويضاف إلى ذلك ظاهرة نهاية تشكل السلاسل الجبلية الهورونية .
حقبة الحياة القديمة :حددت بدايتها بأولى المستحاثات لكائنات متعدد الخلايا وجميعها من اللافقاريات مثل الغرابتوليت كما يشهد على بدايتها تشكل سلاسل الجبلية الكاليدونية.
تميزت نهاية هذه الحقبة بأضخم وواسع انقراض عرفته الأرض حيث مس ذلك أكثر من 90% من العائلات البحرية و75 %من العائلات البرية ومن العلامات التي اتخذت لتحديد نهاية حقبة الحياة القديمة هو نهاية تشكل السلاسل الجبلية الهر سينية.
حقبة الحياة المتوسطة :
حددت بدايتها بنهاية الحقبة السابقة وظهور الديناصورات كالترباس والثدييات .وحددت نهايتها باختفاء عدد كبير من مجموعة الكائنات الحية خاصة الروديست الامونيت والزواحف الضخمة والديناصورات ...ا.لخ.
حقبة الحياة الحديثة : حددت نهايتها بظهور النوميليت واتخذ تشكل السلسلة الجبلية الألبية كعلامة على نهايتها .
تحديد الأنظمة :
شهدت الحقبة فترات زمنية حصل فيها ظهور أو انقراض أنواع قليلة من الكائنات و حدوث ظواهر جيولوجية محدودة النطاق و بناء على كل ذلك قسمت الحقب إلى عدد من الأنظمة ) كمبري . برمي.كريتاسي .......(..
نلاحظ من الجدول الستراتيغرافي أن الأنظمة تحدد من نوع الرسوبيات المتتالية بحيث تحدد طغيانا أو انحصارا بحريا .
يطلق على الأنظمة اسم المنطقة التي اتخذت نموذجا أو اسم تشكيلة صخرية خاصة أو اسم مستحاثة مميزة مثلا :
-الكمبرى : نسبة إلى مقاطعة كمبريا في انجلترا
- الأردوفيسي : نسبة لشعوب الاردفيس في انجلترا
- الديفوني : نسبة إلى مقاطعة ديفون بانجلترا
- الكربوني : نسبة إلى كثرة الرسوبيات الكربونية
-البرمى : نسبة إلى مقاطعة بارم
-الترياسي : نسبة إلى ثلاث طبقات صخرية مميزة في الحوض الجرماني
-الجوراسي : نسبة إلى جبال الجوار بفرنسا .
-السيلوري : نسبة إلى مقاطعة سيلو بانجلترا
-الكريتاسي : نسبة لكثرة الرسوبيات الطباشيرية .
تحديد الطوابق:
بناء على قرائن مستحاثية وبتروغرافية قسمت الأنظمة إلى طوابق فقد يتميز الطابق بوجود عدة طبقات صخرية تحتوي على مجموعة من المستحاثات المرشدة تبين ظهور أو انقراض بعض الأنواع .
تحديد النطق :
النطاق هو اصغر وحدة في التزمين الجيولوجي وتتمثل في مجموعة من الطبقات التي تحتوي على نفس المستحاثة المرشدة .يطلق على النطاق اسم المستحاثة المميزة له .النطاق مرغاريتانوس Magaritatus
من الطابق دومي ري الأسفل Domérien. . وهو نطاق يحتوي امونيت من نوع Margaritatus Amaltheus
3/ الظهور المتعاقب الكائنات الحية عبر الأزمنة الحية :
ملاحظة: لقد استعملنا في هذا الموضوع عبارة تعاقب الكائنات الحية بدلا من تطورها لأن هذه الفكرة الأخيرة ماهي إلا تفسير خاطئ وخبيث لتشابه بعض الكائنات الحية وهو طرح غير علمي يستند إلى مجرد تلفيق لبعض الأفكار الخيالية . قصد ضرب العقيدة الإسلامية واستعمله أعداء الإسلام في التشكيك في قدرة الخالق عز وجل .
* الكائنات الحية و حقب الحياة:
حقبة الحياة القديمة
عندما نتفحص الطبقات الرسوبية للكمبري نستخلص أن عددا كبيرا من الكائنات مثل تريلوبيت والحلزونات الاسفنجايات وديدان الأرض قناديل البحر ولافقاريات أخرى معقدة التركيب ظهرت فجأة حتى وصفها العلماء بالانفجار الكمبرى .اغلب أشكال الحياة وجدت في هذه الطبقات لها أنظمة معقدة مثل العين والأذن وبنيات مماثلة للحالية .كل هذه الكائنات المعقدة التركيب ظهرت فجأة ودون مرحلة انتقالية بينها وبين ما كان قبلها من كائنات .
-كما ظهرت أيضا خلال حقبة الحياة القديمة أنواع من الفقاريات الأسماك والضفادع والزواحف أما الطيور والثدييات فلا نجد لها اثر لها بين صخور هذه الحقبة.
-أما بالنسبة للنباتات فلم تكن غير الطحالب الزرق في بداية هذا الحقبة ثم لم تلبث أن ظهرت طحالب بحرية .
-أما النباتات الأرضية فلم تظهر إلا منتصف هذه الحقبة وكانت شبيهة بطحالب اليوم ولكن الحدث المهم هو ظهور غابات الكربوني وهي غابات تدل عليها المستحاثات النباتية الغزيرة الموجودة في صخور الكربوني والتي تدل على أن مناطق كثيرة من نصف الكرة الأرضية الشمالي كانت مغطاة بغابات واسعة يستدل منها على مناخ حار ورطب كالذي نعرفه في خط الاستواء وكانت أشهر الأنواع النباتية في هذه الغابات أنواع السيجيلاريا واللبيدودندرون كما كانت السرخس مزدهرة كما تتميز هذه الحقب ببدء ظهور النباتات عرينات البذور .
حقبة الحياة المتوسطة
تتميز أراضي هذه الحقبة بوجود مستحاثة الامونيت وغير ذلك من المستحاثات المجهرية كما تتميز أراضيه بكثرة المستحاثات مما يدل على انتشار الحياة فيها انتشارا واسعا ولا سيما في البحار وبالعكس انقرضت الأسماك المدرعة كما انقرضت والتريلوبيت أما النباتات فقد ازدهرت منها النباتات عرينات البذور على حين انقرضت تلك النباتات التي لها شكل أوراق السرخس .
كما انقرضت غابات الكربوني وظهرت في أواخر هذه الحقبة النباتات المغلقة البذور ولعل أهم شيء يلفت الانتباه في هذه الحقبة هو كثرة الارصف المرجانية التي تدل على مناخ حار وانتشار الأسماك العظيمة والضفادع الحالية وظهور الزواحف العملاقة والطيور والثدييات .
حقبة الحياة الحديثة
لا نشاهد في أراضي هذه الحقبة أي اثر لديناصور أو امونيت بل نشاهد اثر لكائنات مألوفة منذ الحقب الأولى كشائكات الجلد والرخويات ...
إلا أن ما يلفت الانتباه كثرة الفورامينير وظهور النوميليت في بداية هذه الحقبة وازدهار الحشرات والطيور والنباتات المغلقة البذور التي كانت جميعها تشبه حشرات وطيور ونباتات أفريقيا اليوم مما يدل على مناخ حار شمل بداية هذه الحقبة بشكل عام ومنطقة البحر المتوسط بشكل خاض إما الحدث المهم فهو انتشار الثدييات وقد ظهرت القردة منذ مطلع هذه الحقبة على حين أن الثدييات اللاحمة لم تظهر إلا في النصف الثاني من هذه الحقبة .
*تعاقب الامونيتات
أن رفضنا لفكرة تطور الكائنات لا يمنعنا من استعمال تشابه الكائنات في تصنيفها لأقسام وأنواع وسلالات واستخدام ذلك في تقسيم الزمن الجيولوجي وتحديد العمر النسبي للطبقات الصخرية . في هذا الإطار العلمي السليم نستعرض تشابه بعض الكائنات الحية واستعمال ذلك لتحديد العمر النسبي للطبقات الصخرية.
- وجدت في بعض الطبقات الصخرية مستحاثات مختلفة في شكل وحجم وتزينات قواقعها وقصد معرفة الترتيب الزمني لتعاقب مختلف الامونيتات استعان الباحثون بقانون تعاقب الطبقات الرسوبية الذي ينص على أن الطبقات الرسوبية تترتب من الأسفل إلى الأعلى حسب القدم قانون التراكب ثم استعملت هذه المعطيات في تحديد عمر الطبقة الصخرية المنعزلة .درس العلماء أكثر من 1800نوع من الامونيت ويعتمد في تصنيف الامونيتات على القرائن التالية :
-شكل القوقعة –شكل الدروز –وجود تزينات –وجود خندق جانبي .
*الامونيت مجموعة من رأسيات الأرجل، تعد أشهر رأسيات الأرجلالمستحاثية،
*تعيش في قوقعة و يمكن أن يتجاوز قطرها المتر الواحد،
*منها أشكالملفوفة و أخرى منبسطة، و هي كلها بحرية.
إن تعاقب مستحاثات لأنواع مختلفة من الأمونيت في طبقة صخرية لا يزيد سمكها عن المتر الواحد أي في زمن قصير جدا من تاريخ الأرض و بالتالي يمكن تقسيم هذه الفترة الوجيزة إلى فترات زمنية أقصر قد لا تتجاوز بضعة مئات الآلاف من السنين فالتقسيم الزمني لهذه الطبقة يكون أكثر دقة لأن كل نوع من مستحاثات الأمونيت يمثل فترة زمنية وجيزة جدا بالإضافة إلى ذلك أثبتت البحوث أن الأمونيتات متواجدة في أغلب مناطق العالم. مثلا استعملت الأمونيتات في تقسيم العصر التواريسي (-20 مليون سنة) toarcien الر عشرين مستوى أي إلى فترات زمنية لا تتجاوز 200000 سنة وكل مستوى يتميز بأمونيت معين .لا توجد أي طريقة أخرى تمكن من هذا التدقيق في تقسيم الزمن الجيولوجي.
إن أنواع التريلوبيت و الأموليت كثيرة و عاش أغلبها فترات قصيرة جدا و في كثير من الأحيان تتقاطع الفترات الزمنية لتواجد بعض الأنواع .يمكن استغلال هاتين الخاصيتين لتقسيم الزمن الجيولوجي إلى فترات قصيرة جدا وبالتالي التعرف على العمر الدقيق لطبقة صخرية بناء على محتواها المستحاثي فقط.
إن التعاقب الزمني لسلالات مختلفة تنتمي لنوعين من الأمونيتات هما أورتيلدايت orthildaites و هيلدوسيراس hildoceras .
الخلاصة:إن التنوع الكبير للأمونيتات أو أي كائنات أخرى مثل التريلوبيت و الفورامينيفر....و تعاقبها السريع عبر الأزمنة الجيولوجية جعل منها مستحاثات مرشدة جيدة و أداة لتقسيم الزمن الجيولوجي على فترات قصيرة جدا .